أثر السياق في المقامات التواصلية الحِجَاجية في أخبار نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة للقاضي التنّوخي

الملخص

 يهدف هذا البحث إلى معرفة أثر السياق في المقامات التواصليّة الحجاجيّة بين الشخصيّات في الأخبار الواردة في كتاب (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة) للقاضي التنّوخي. ولأن السياق قد مثّل مكوّنًا رئيسًّا في تلك المقامات التواصلية؛ فلابد من بيان قيمته في النص الإخباري، ومعرفة أثره في المتلقين؛ وذلك من خلال العناصر السياقية الآتية: (المتكلّم، الـمُخاطَب أو المتلقّي، العلاقة بينهما، المقام، المكان، الزمان). ولتحقيق الهدف من البحث؛ اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي، معتمدةً في ذلك على منطلقات الحجاج وآلياته وإجراءاته اللغوية. 

وقد خلص البحث إلى نتائج عدة، أبرزها: أنَّ السياق بعناصره الـمُشتركة التي تُحيط بالخطاب أو النصّ، تؤثّر في فهم الخطاب، ومعرفة مقاصد الـمُتكلّم. فيصعبُ فهم الخطاب مجردًا من السياق، بل ويُساء فهمهُ إذا كانَ مُجتزأً من سياقه؛ لأنَّ في السياق دلالات مختلفة توضّح المعنى، والقصد ودواعي الخطاب. وبيَّنَ البحثُ أنّ أثر السياق في الحِجَاج في تحديد مدى قوّة الحجّة، وإقناعها وتأثيرها، قد اختلف بين المثال والآخر حسب اختلاف العناصر السياقيّة. وقد كان هذا الأثر ظاهرًا إمَّا في شخصية الـمُتكلّم، وإما في شخصية الـمُتلقّي، أو كليهما معًا.